للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ﴾ فاعلٌ لفعلٍ محذوفٍ يفسِّرُه ما بعده، تقديره: لو تملكون، فحذف (لملك) وأبدل من الضَّمير المتَّصل الذي هو الواو ضميرٌ منفصل وهو ﴿أَنْتُمْ﴾ لسقوط ما يتَّصل به من اللَّفظ، كقوله:

وإنْ هو لم يحمل على النَّفسِ ضيمها (١)

وفيه دلالة على اختصاص المخاطبين في الإمساك مع الإيجاز.

﴿خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي﴾، أي: خزائنَ نِعَمه.

﴿إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ﴾، أي: لأمسكتموها.

﴿خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ﴾: لأجْل خوف الفقر.

﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا﴾: مضيِّقًا للنَّفقة.

وزيادة ﴿وَكَانَ﴾ لبيان أنَّ الإنسان مجبول على الشُّحِّ والضِّنة، ومَن يوقَ شحَّ نفسه إنَّما يوقَ بعِصْمة اللّه تعالى إيَّاه، وما ذكر جوابٌ قولهم: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا﴾ [الإسراء: ٩٠]، حتى نتوسَّع في المعيشة؛ أي: لو توسَّعتُم لبخلتُم أيضًا.

* * *

(١٠١) ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا﴾.

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ قد مَرَّ تفسيرُه في سورة الأعراف، وليس


(١) للسموءل، انظر: "ديوانه" (ص: ٩٣)، وعجز البيت:
فليس إلى حسن الثناء سبيلُ