للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾؛ أي: لا تنكثوها بالحِنث بعد إحكام عقدها على أنفسكم بذكر الله تعالى.

﴿وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا﴾: شاهدًا ورقيبًا؛ لأنَّ الكفيلَ شاهدٌ بحال المكفول به رقيبٌ عليه.

﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ في نقض الأيمان والعهود، وعيدٌ.

* * *

(٩٢) - ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا﴾: ما غزلتْه، مصدرٌ بمعنى مفعول.

﴿مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ﴾ تعلِّق بـ ﴿نَقَضَتْ﴾؛ أي: نقضَتْ غزلها بعدما أبرمته وأحكمته.

﴿أَنْكَاثًا﴾: طاقاتٍ، نكثت فَتْلها، جمع نَكْثٍ، وهو ما نُقِضَ فتلُه.

وانتصابه على الحال من ﴿غَزْلَهَا﴾، أو المفعولِ الثَّاني لـ ﴿نَقَضَتْ﴾ لتضمُّنه معنى: صيَّرتْ، ولا يجوز انتصابه على المصدريَّة؛ لأنَّ النكث اسمٌ لا مصدرٌ، والمراد: تشبيه النَّاقض بمن هذا شأنه، وهي ريطةُ بنت سعد بن تيمٍ (١) القُرشيَّة، فإنَّها كانت خرقاءَ تفعل ذلك (٢).

﴿تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ﴾: حال من الضَّمير في ﴿وَلَا تَكُونُوا﴾.


(١) "تيم "من (م).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٤٨٤)، و"تفسير الثعلبي" (٦/ ٣٨).