للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المذكور في أذهان المخاطَبين. والوليُّ بالمعنى المذكور، أو بمعنى النَّاصر؛ أي: فهو ناصرهم اليوم، لا ناصر لهم غيره، فيكون نفيًا للناصر لهم على أبلغ الوجوه.

﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ في النَّار.

(٦٤) - ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ﴾: للنَّاس ﴿الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ من التَّوحيد والقَدَر، وأحوالِ المعاد من البعث والجزاء، وأحكامِ الأفعال من التَّحليل والتَّحريم ونحوهما.

﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ عطفًا على محلِّ ﴿لِتُبَيِّنَ﴾، نصبًا على التعليل؛ لكونهما فعلي فاعل الإنزال المعلَّل بهما، بخلاف التَّبيين، فجيء فيه باللام لفقدان شرط نصبه.

(٦٥) - ﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾.

﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ قد سبق وجه (١) تنكير الماء.

﴿فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ﴾: أنبَتَ فيها أنواع النبات ﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾: بعد يبسها، والتَّعقيب الذي دلَّ عليه الفاء لا ينافي المهلة الواقعة بين المعطوفين؛ لأنَّ ذلك إنما يكون على حسب ما يَعُدُّه الناس متعقَّبًا، والإحياء بعد الإنزال يعدُّ متعقَّبًا


(١) "وجه" من (م).