للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ﴾ مسُّ الكبر: كناية عن تغييره إيَّاه عن الحال التي يطمع في الولد إلى حال اليأس عنه، ومعنى الهمزة: التَّعجب والاستنكار؛ أي: البشارة بالولد مع كبر السنن أمرٌ (١) عجيبٌ مستنكَر في العادة، ولذلك أكده بقوله:

﴿فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾؛ أي: فبأيِّ أعجوبة تبشرونني (٢)؟! فإنَّ البِشارة بما لا يُتَصوَّر وقوعه في العادة كَلَا بشارةٍ، أو بشارة بغير شيء.

وقرئ ﴿تُبَشِّرُونَ﴾ بكسر النُّون والتَّشديد على إدغام نون الجمع في نون الوقاية، وبكسرها والتَّخفيف على حذف نون الجمع (٣)، والأصل: تبشرونني.

* * *

(٥٥) - ﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ﴾.

﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾؛ أي: بما هو محقَّق الوقوع، أو: باليقين الذي لا لَبْسَ فيه.

ويجوز أن يكون قوله: ﴿فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ سؤالًا عن وجه البشارة وطريقته؛ أي: بأي طريقة تبشرونني بالولد، ولا طريق إلى هذه البِشارة في العادة؟ وعلى هذا يكون معنى قوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾: بطريقة هي الحقُّ، وهو قول الله تعالى ووعده.


(١) في (م): "مع سنن الكبير أمر".
(٢) في (م): "تبشروني".
(٣) قرأ نافع: بكسر النون مخففة، وابن كثير بكسرها مشددة، والباقون بفتحها. انظر: "التيسير" (ص: ١٣٦).