للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَعُيُونٍ﴾ يحتمل أن يكون المراد بها الأنهار المذكورة في قوله تعالى: ﴿فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ [محمد: ١٥]، وأن تكون منابع مغايرة (١) لتلك الأنهار.

* * *

(٤٦) - ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾.

﴿ادْخُلُوهَا﴾ على إرادة القول، وقرئ بقطع الهمزة وكسر الخاء (٢)، على أنه ماضي الإدخال.

﴿بِسَلَامٍ﴾: سالمين، أو: مسلَّمًا عليكم، أي: يسلِّم عليكم الملائكة.

﴿آمِنِينَ﴾ من الآفات والعاهات، وأمَّا الزَّوال فالأمن عنه إنَّما يُعلَم من قوله: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: ٤٨]، فلا وجه لدَرْجه في الأمن المراد هاهنا.

* * *

(٤٧) - ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾.

﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ كان لبعضهم في الدُّنيا على آخر، نزعَ الله تعالى ذلك من قلوبهم بعد دخولهم الجنَّة، وطيَّب نفوسَهم.

روى أبو أمامة عن النبي أنَّه قال: "إنَّ أهلَ الجنَّةِ يدخلونَ


(١) "مغايرة" سقط من (ك).
(٢) أي: (أُدْخِلُوها). ونسبت للحسن وليعقوب في رواية رويس، والمشهور عن يعقوب: ﴿ادْخُلُوهَا﴾ كقراءة الجمهور. انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٤٩٠)، و"النشر" (٢/ ٣٠١).