للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كقولهم: كلام موزون، أو: ذي (١) قَدْر ووَقعٍ في باب النِّعمة والمنفعة (٢).

* * *

(٢٠) - ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾.

﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ﴾ قد مرَّ تفسيره في (سورة الأعراف).

﴿وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ نصب عطفًا على ﴿لَكُمْ﴾، لا على الضمير المجرور، وإلَّا لوجب إعادة الجارّ؛ أي: وجعلنا لكم فيها معايش ومَن لستم له برازقين من العيال والخدم والمماليك والأنعام والدَّوابِّ ممن تظنُّون أنَّكم رازقوهم ظنًّا كاذبًا، والله يرزقكم وإيَّاهم.

أو على ﴿مَعَايِشَ﴾؛ أي: وجعلنا فيها مَن لستم له برازقين ممَّا ذُكِرَ؛ فإنَّها من معايشكم.

وفذلكة الآية: الاستدلال بجعل الأرض ممدودةً بمقدارٍ وشكلٍ معيَّن، مختلفةَ الأجزاء في الوضع، محدثةً فيها أنواع النبات والحيوان المختلفة خِلقةً وطبيعة، مع جواز أن لا يكون كذلك، على (٣) كمال قدرته تعالى، وتناهي حكمته، والتَّفرُّدِ في الألوهيَّة، والامتنانِ على العباد بما أنعم الله عليهم في ذلك ليوحِّدوه ويعبدوه، ثم بالغَ في ذلك فقال:

* * *


(١) في (ك) و (م): "أي ذو".
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٠٨١)، وفيه بعد (كلام موزون): (أو ما يوزن ويقدر أو له وزن في أبواب النعمة والمنفعة).
(٣) "على" متعلق بقوله: "الاستدلال".