للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشيء في الشيء كالخيط في المِخْيَط، والرُّمحِ في المطعون، والضمير لـ ﴿الذِّكْرَ﴾، أي: ندخله في قلوبهم مكذَّباً مستهزأً به غير مقبول (١)، كالضَّمير الأخير في قوله:

(١٣) - ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾.

﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ وهو حالٌ من هذا الضَّمير، أو بيانٌ للجملة (٢) المتضمِّنة له، أو حال من ﴿الْمُجْرِمِينَ﴾، أو منهما، ولا ينافي كونَها (٣) مفسِّرة للمعنى الأول، بل يقوِّيه، وتعاقُبُ الضمائر وإن لم يستلزم توافقها في المرجوع إليه لكنَّه مستحسَن لا يُعدل عنه عند سداد المعنى به.

﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾ استئناف، أي: قد مضت طريقتُهم التي سنَّها الله تعالى في إهلاكهم حين كذَّبوا الرُّسل وكذَّبوا الذِّكر المنزَل إليهم، وهو وعيدٌ لأهل مكَّة على تكذيبهم، فمَوقع هذا الكلام مَوقعُ الغاية في (سورة الشعراء)؛ أعني قوله: ﴿حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: ٨٨].

* * *

(١٤) - ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾.

﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ﴾: على هؤلاء المقترحين المعاندين.

﴿بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾؛ أي: يسَّرنا لهم معراجًا يصعدون فيه إليها طول النَّهار ويعاينون ما هنالك، وذكر الظُّلول ليكون عروجهم بالنَّهار مستوضِحين لِمَا يعاينون طوله.


(١) في (ف): "باستهزاء به غير معقول".
(٢) في (ف): "الجملة". والمراد بها: ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ﴾.
(٣) في النسخ: "كونه"، والصواب المثبت. انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٠٨).