للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قد وردَ في الخبر عن خير البشرِ أنَّ المرادَ من الشجرة هي النَّخلة (١)، أُكلُها الطَّلع والبُسْر والرُّطَب والتَّمر فهو دائم لا ينقطع، وكذا حال المؤمن لا يخلو وقتًا مِن الأوقات مِن خيرٍ.

ومَن لم يتنبَّه لهذا قال: كلَّ وقتٍ وقَّته (٢) اللهُ لإثمارها.

﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾: بتيسير خالقها ومدبِّرها.

﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾؛ لأنَّ في ضربها زيادةَ إفهامٍ (٣)، وتصويرًا (٤) للمعاني في صُوَرٍ مشاهدةٍ، وإدناءً للمعقولِ مِنَ المحسوس.

* * *

(٢٦) - ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾.

﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ﴾: كمَثَل شجرة ﴿خَبِيثَةٍ﴾؛ أي: صفتُها كصفتها.

﴿اجْتُثَّتْ﴾: استؤصلت. والاجتثاثُ: أخذُ الجثَّة بالكليَّة.

﴿مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ﴾ لأن عروقها قريبة منه.

﴿مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾: استقرارٌ وثبات.

اختلفت كلماتهم في الكلمة؛ ففسِّرت الكلمة الطَّيبة بكلمة التَّوحيد ودعوةِ الإسلام والقرآن، والكلمةُ الخبيثة بالإشراك بالله تعالى والدُّعاء إلى الكفر وتكذيبِ الحق.


(١) رواه البخاري (٦١)، ومسلم (٢٨١١)، من حديث ابن عمر .
(٢) في النسخ: "وقتها"، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ٥٥٣)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ١٩٨).
(٣) في (ف): "إفهامها".
(٤) في (م): "وتصوير".