للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ﴾ في الصَّلاة.

﴿الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بالإيمان والطاعة ﴿وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ عن الشرك والمعاصي. والعاطف فيه (١) للدلالة على أنهما بمنزلةِ خصلةٍ واحدة، كأنه قال: والجامعون بينهما.

وفي (٢) قوله: ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾؛ أي: فيما بيَّنه وعيَّنه من الحقائق والشَّرائع؛ لأنَّه من تمام تلك الخصلة، فإنَّ مَنْ لم يصدِّق فعلُه قولَه (٣)، ولم يوافق حالُه مقالَه، لا يجدي أمرُه نفعًا، ولا يفيد نهيُه رَدْعًا.

ومَنْ لم يتنبَّه لهذا قال: إنه للتَّنبيه على أن ما قبله مفصَّل الفضائل وهذا مجمَلُها، وليت شعري ما وجه الدلالة في العاطف على هذا؟!

وقيل: إنه للإيذان بأنَّ التَّعداد قد تمَّ بالسَّامع، من حيث إنَّ السَّبعة هو العدد التَّام، والثَّامن ابتداءُ تعداد آخر معطوفٍ عليه، ولذلك تُسمَّى واوَ الثَّمانية. وتقف بإذن اللّه تعالى على ما فيه في موضعه.

﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يعني بهم: هؤلاء الموصوفين بتلك الفضائل (٤).

ووضعُ ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ موضعَ ضميرهم إشعار بأنَّ الإيمان هو الباعث على هذه الخِصال، وأن الكامل في الإيمان مَن كان على الصِّفات المذكورة، وحُذف المبشَّر


(١) "فيه "من (م).
(٢) في (م): "في". والصواب إثبات الواو؛ لأنَّه معطوف على: "فيه"، أي: (والعاطف فيه للدلالة … والعاطف في قوله: ﴿وَالْحَافِظُونَ﴾ … لأنَّه من تمام … )
(٣) في (م): "قولًا".
(٤) "بتلك الفضائل" سقط من (ك).