للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٥٣) - ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي﴾ الصِّراط من (١) السِّبيل: ما لا التواء فيه ولا اعوِجاج، بل يكون على جهة القصد، وإنما يُوصَف بالاستقامة للاحتراز عن الميل إلى شيء من الجوانب الأربعة بالصُّعود والهبوط ونحوهما، إلَّا (٢) أنَّ الاحتراز المذكور حصل هنا با لإضافة، فقوله: ﴿مُسْتَقِيمًا﴾ حالٌ مؤكِّدة.

والإشارة إلى ما ذُكِرَ في السُّورة، فإنَّها بأسرها في إثبات التَّوحيد والنُّبوة وبيان الشَّريعة.

وقرئ: ﴿إنَّ﴾ بالكسر على الاستئناف، وبالفتح بتقدير اللَّام على أنه [علة] الأمر في قوله (٣): ﴿فَاتَّبِعُوهُ﴾، وقرئ: ﴿أَنْ﴾ مخففَّة من الثَّقيلة (٤)، وفيها ضمير الشَّأن.

﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾: الأديان المختلفة، أو الطُّرُق التَّابعة للهوى، والطَّريق: كلُّ ما يطرقه طارق معتادًا كان أو غير معتاد، والسَّبيل من الطُّرق (٥): ما هو معتاد السُّلوك، أعمُّ مِنْ أن يكون على جهة القصد أو لا، وبهذا التفصيل تبيَّن وجه إصابة (٦) كلٍّ من الصراط والسبيل محزَّه.


(١) "من "سقط من (ك).
(٢) "إلا" سقط من (ف) و (ح).
(٣) ما بين معكوفتين زيادة يقتضيها السياق مستفادة من عبارة البيضاوي في "تفسيره" (٢/ ١٨٩)، ولفظه: (على أنه علة لقوله).
(٤) قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، والباقون بفتحها، وخفَّف ابن عامر النُّون وشدَّدها الباقون. انظر: "التيسير" (ص:١٠٨).
(٥) في (ف): "الطريق".
(٦) في (م): "إصابة وجه".