للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الوصفُ مسدَّهُ (١)، تقول: سمعت رجلاً يقولُ، وسمعت زيداً يتكلم.

وذكَرَ النداء مطلقاً ثمَّ قيدَهُ بالإيمان تعظيماً للمنادي وهوَ الرسولُ، وتفخيماً لشأنهِ، والنداءُ والدعاءُ ونحوُهما يُعدَّى بـ (إلى) واللام لتضمُّنِها معنى الانتهاءِ والاختصاصِ.

﴿أَنْ آمِنُوا﴾: أي آمِنوا، أو: بأنْ آمِنوا ﴿بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾: فامتثلنا، والفاء للعطفِ على ﴿سَمِعْنَا﴾، أو مسبَّبةٌ عن ﴿آمِنُوا﴾؛ أي: تسبَّبَ عنه إيماننا.

﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا﴾: الفاء للسببية؛ أي: إذا آمنا فاغفِرْ لنا: ﴿ذُنُوبَنَا﴾ كبائرنا فإنها ذاتُ تبعةٍ.

﴿وَكَفِّرْ﴾ تجاوز ﴿عَنَّا سَيِّئَاتِنَا﴾: صغائرنا فما نها مستقبَحةٌ.

في تخصيصِ كلٍّ من التعديتين بمقامهِ نوعُ إشارةٍ إلى أن المرادَ من الذنوبِ الكبائرُ كما يناسِبُها معناها وما تعلَّقَ بها من الفعلِ بحسب معناهُ (٢) واختصاصه به تعالى، ومن السيئات الصغائرُ كما يناسبها أيضا معناها وما تعلَّقَ بها من الفعلِ بحسب معناهُ (٣) وجوازِ استعماله في غيرِه تعالى.

﴿وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾: مخصوصينَ بصُحبتهم، معدودين في زمرَتهم، ولا دلالةَ فيه على طلب التوفِّي حتى يكون فيهِ تنبيهٌ على أنهم يحبُّونَ لقاءَ الله تعالى.

والأبرارُ: جمعُ بَرٍّ، أو بارٍّ؛ كأربابٍ وأصحابٍ.


(١) أي: مسد المسموع، فتقول: سمعت رجلا يقول كذا، وسمعت زيداً يتكلم، فتوقع الفعل على الرجل وتحذف المسموع؛ لأنك وصفته بما يسمع، أو جعلته حالا عنه، فأغناك عن ذكره، ولولا الوصف أو الحال لم يكن منه بد، وأن يقال: سمعت كلام فلان أو قوله. انظر: "الكشاف" (١/ ٤٥٥).
(٢) في (م): "معناها".
(٣) في (م): "معناها".