للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نال هذا المصنف مكانة بارزة في نفوس العلماء الذين أطلعوا عليه، إذ وصفوه بنعوت عدة فمنها ما وصفه الذهبي بالقول: " إنه [القاضي عبد الجبار] قد أجاد به وبرز" «٣٤» ، ويضيف ابن كثير على هذا الكلام آنف الذكر قائلا:

" [كتاب تثبيت دلائل النبوة] من أجل مصنفاه وأعظمها وقد أبان فيه من علم وبصيرة جيدة" «٣٥» ، وينتهي أحد المحدثين إلى وصفه بالقول: " ولم نر ما يقارب كتاب تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار في قوة الحجاج وحسن الصياغة في دفع شكوك المشككين" «٣٦» .

إن هذه الاراء التي قيلت في هذا الكتاب لم تطلق جزافا ما لم يلمس قائلوها في قرارة أنفسهم نفسا تجديديا أو أفكارا اصيلة ضمن مباحث الكتاب ومناقشة ما ورد فيه من نصوص، وهذا ما كان فعلا، إذ وجدنا فيه مميزات تبين أصالة القاضي عبد الجبار في تصنيفه هذا الكتاب، وهذه الميزات هي:

١. الأسلوب الحواري في كتابة النصوص وذلك بالإجابة عن التساؤلات التي ترد في ذهن المتلقي حول القضايا مدار البحث والبراهنة على صدق هذه الإجابات بما يعرضه فيه من أدلة، إذ استعمل عبارات عدة تبين هذا الأسلوب وهي: " أعلم رحمك الله" «٣٧» ، أو" فإن قلنا كذا قيل


(٣٤) ابن حجر، لسان الميزان، ٣/ ٣٦٨.
(٣٥) ابن حجر، المصدر نفسه، ٣/ ٣٦٨.
(٣٦) الكوثري، محمد زاهد، مقدمة التحقيق لكتاب تبيين كذب المفتري في ما نسب لأبي الحسن الأشعري لابن عساكر، مطبعة التوفيق، دمشق، ١٣٤٧، ص ١٨.
(٣٧) ينظر، تثبيت دلائل النبوة، ص ٣١، ٤١، ١٣١، ١٥٤، ١٩٢- ١٩٣، ٢٠٠، ٢٠٨، ٢٠٩.

<<  <   >  >>