للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا: كتب التراجم:

اتجه عديد من المؤرخين إلى توثيق حياة الأشخاص والأعلام الذين يختلفون صناعة وطبقة وعصرا ومكانا، ولكنهم يتفقون في صفة واحدة تجمعهم ألا وهي صفة الجدارة والاستحقاق بأن يترجم لهم وتدون سيرهم «١٢٩» .

ضمن بعض المؤرخين من مصنفي هذه التراجم سيرة موجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في بداية مصنفاتهم التي تمثلت في الكتب الاتية:

١. التأريخ الكبير لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ) :

أفرد البخاري في بداية كتابه التأريخ الكبير سيرة موجزة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم تيمنا بذكره «١٣٠» ، مردفا هذه السيرة بأسماء المحمدين من الأعلام الذين ترجم لهم وذلك تبركا باسم نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم.

إن هذه الطريقة في الابتداء بسيرة الرسول وبأسماء المحمدين في بداية الكتاب اتخذها العلماء الذين أتوا بعده سنّة في كتبهم، إذ سار النووي (ت ٦٧٦ هـ) على هذه السنّة التي سنها البخاري الذي عدّ الرائد في هذه الفكرة إذ قال النووي في مقدمته: " وابتدأ فيه بمن اسمه أحمد كما فعل أبو عبد الله البخاري والعلماء بعده (رضي الله عنهم) لشرف اسم النبي (ص) " «١٣١» ، ونجد أن مصنفات عديدة في كتب التراجم سارت على هذا المنوال في تقديم الذين


(١٢٩) ينظر، حسن، محمد عبد الغني، التراجم والسير، دار المعارف، مصر، ط ٢، ١٩٦٩، ص ٤٠.
(١٣٠) ينظر، التأريخ، ١/ ١/ ٥- ١١.
(١٣١) النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ١/ ٤.

<<  <   >  >>