كرسها أصحابها لذكر ووصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وشمائله، مع تبيان أثر المحدثين ودورهم في كتابة مثل هذه المصنفات التي كانت فرزة من أبواب كتب الحديث ومضامينها، وتناول المبحث الخامس المصنفات التي كتبت عن أعلام ودلائل النبوة وتثبيتها، وإظهار الدور الذي لعبه المتكلمون في إيجاد مثل هذه المصنفات التي اجتزئت من كتب علم الكلام لتكون أكثر فعالية في مواجهة الدعاوى المنحرفة في إنكار النبوات والمعجزات، أما المبحث السادس فقد خصص للتعريف بالمصنفات التي كتبت عن الخصائص التي اختص بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من بين الأنبياء والبشر مع عرض للمصادر التي اعتمدتها هذه المصنفات وتبيان تأخر هذا الاتجاه في كتابة هذا الجانب من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.
ختمنا هذه الدراسة بعرض سريع لأهم النتائج والمحصلات التي خرجنا بها مع إرداف هذا العرض ببعض التوصيات التي إن حظيت بالقبول فلعلها ترفد التراث الفكري لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والدراسات العلمية له، وتفسح المجال أكثر للباحثين أن يخوضوا غمار هذا التراث ويتناولوه بدراسات أوسع واشمل.
وأثبتنا في نهاية أوراق هذه الدراسة ثبتا بالمصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها، التي كان من أهمها (السيرة النبوية) التي كتبها محمد بن إسحاق (ت ١٥١ هـ) وهذبها عبد الملك بن هشام (ت ٢١٨ هـ) ، وكتاب (المغازي) لمحمد ابن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ) ، و (الطبقات الكبرى) لمحمد بن سعد (ت ٢٣٠ هـ) ، وكتاب (تأريخ الرسل والملوك) لمحمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، إذ كان البحث يعول عليها كثيرا في استشهاداته ومقارناته