للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فان للعارف بذلك رتبة تعلو رتبه من جهله ... وقد أتينا في مختصرنا هذا من ذلك ذكرى" «١١» ، ونقل السخاوي مقالة لابن فارس بين فيها هذا الأمر مفادها:

" أن هذا بخصوصه [ويقصد بها سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم] مما يحق معرفته على المسلمين، أف على من يزعم أنه عالم ولا يدري من هم السابقون الأولون من المهاجرين، ولا يفرق بين من أنفق من قبل الفتح وقاتل، وبين من أنفق من بعد ذلك، ولا يعرف أهل بدر ... ولا من هم أهل بيعة الرضوان، ولا يعرف من الأنصار ومن المهاجرين" «١٢» .

تبين لنا هاتان المقالتان لابن فارس الهدف الذي حدا به على كتابة هذا المختصر البسيط لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إذ انصب هدفه في الكتابة على إيجاد مختصر ضئيل ومبسط لسيرة الرسول يستطيع الناس حفظه وتعلمه وفهمه على مختلف طبقاتهم، فهو بذلك أبرز الجانب التعليمي في كتابة السيرة على الجانب العاطفي.

كان هذا الهدف احدى السمات التطورية التي أكسبها ابن فارس لكتابة السيرة وذلك بتصنيف كتاب الغرض منه تثقيف الناس ببعض المعلومات عن سيرة الرسول وأحواله باختصار حتى يتسنى لهم حفظها.

انتهج ابن فارس في كتابه هذا منهجا كان هو الاخر سمة تضاف إلى كتابه بجعله أحد المصنفات التي أسهمت في تطور كتابة السيرة، إذ تمثل هذا النهج بمحاور عدة هي:


(١١) أوجز السير لخير البشر، مجلة المورد، ص ١٤٦.
(١٢) الأعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ، ص ٦٧- ٦٨.

<<  <   >  >>