للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧. التعريف بالأعلام الذين ترد أسماؤهم في الروايات وأسماء قبائلهم وأنسابهم «١١٠» ، ولم يقتصر هذا التعريف على الأعلام فقط بل تعداه إلى التعريف بأسماء الأماكن والبقاع التي ترد في سياق العرض بأخبار السيرة وذلك بتوضيح أبعادها ومواقعها وبعدها وقربها عن المدينة ومكة «١١١» .

أعطى هذا التعريف من قبل ابن هشام مادة وفيرة لأصحاب التراجم والأنساب الذين اهتموا بتقصي أحوال الرجال وأنسابهم، هذا بالنسبة إلى التعريف بالأعلام، أما التعريف بأسماء الأماكن والبقاع فقد كان تجربة مبكرة في هذا الجانب حفزت العلماء المسلمين على تكرارها وتخصيص مصنفات مستقلة لها، إذ شكلت هذه التجربة إحدى البواكير الاولى للكتابة الجغرافية عندهم.

هذه هي الجوانب التطورية التي أضفاها ابن هشام على كتابة السيرة النبوية والتي أسهمت إسهاما مباشرا في شهرة تهذيبه هذا الذي عدّ أحد المختصرات الأربعة التي فضلت على أصولها «١١٢» ، مع العلم أن هذه الشهرة قد حصلت في.

القرون التي تلت القرن الخامس الهجري، وهذا ما أوضحه القفطي حين أشار إلى ذلك الأمر بالقول: " وللمصريين بها [يقصد سيرة ابن هشام] فرط غرام وكثرة رواية وعن المصريين نقلت إلى سائر الافاق «١١٣» ، إذ وجدنا المصنفات التي كتبت قبل القرن الخامس الهجري لم يرد فيها أي اقتباس عن سيرة ابن هشام، مما دفع أحد الباحثين إلى تبيان المسار الذي سلكته هذه السيرة بتقصي


(١١٠) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٦٢، ٧٧- ٧٨، ٨١، ٨٢، ٨٣، ٩٧، ١٠٩، ١١٢- ١١٤، ١٧٨.
(١١١) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ١٤٨، ١٨٥، ٤٣٦، ٤٩١- ٤٩٢، ٦١٣، ٢/ ٢٠٤، ٤٠٠، ٥١٧، ٦٣٣.
(١١٢) ينظر، السيوطي، المزهر، ١/ ٨٧.
(١١٣) إنباه الرواة، ٢/ ٢١٢.

<<  <   >  >>