لهذه الهدية العظيمة. وعندما يتذكر أن ابنه أو ابنته هي هبة من الله، يشكر ربه على هذه النعمة، ويرضى بها ذكراً كانت أم أنثى، ويسعى في تربيته (رُزقت برّه): فلن يكون الولد صالحاً حتى يحسن الوالد والوالدة تربيته ويعلماه القرآن، فهذا حق الولد على والده. عندئذٍ تصبح هذه النعمة نعمة حقيقية، تقرّ عين الوالدين في حياتهما، ويكون لهما ذخراً بعد وفاتهما، لأنه (عمل صالح).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ. (١)
فالشطر الأول من الدعاء (بارك الله في الموهوب لك، وشكرت الواهب) تذكير للوالدين بأنه نعمة وهبة من الله فلا ينسون الواهب أو يغفلون عن حقه وواجباته، فإنهم إن غفلوا عن ذلك لن تقر عينهما ببرّه، ولن ينتفعا بصحبته عند كبرهما.
(وبلغ أشده، ورُزقت برّه) فالشطر الأول يذكّر بالمنعم، فإن أديا حقه وبلغا رسالته، رسالة العبودية وأحسنا تربية ولدهما، يتحقق