للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصنهم أشرف عليه رجل من اليهود فقال من أنت فقال علي بن أبي طالب فقال اليهودى علوتم وما أنزل على موسى وروينا في صحيح مسلم انه خرج اليه مرحب وهو يقول

قد علمت خيبر اني مرحب ... شاكى السلاح بطل مجرب

اذا الحروب اقبلت تلهب

فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

أنا الذي سمتن أمى حيدره ... كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه وكان مرحب قبل ذلك قد بارز عامر بن الاكوع فرجع سيف عامر عليه فقتله فقال الناس حبط علمه قال سلمة (قد علمت خيبر) أي أهلها (مرحب) بفتح الميم والمهملة وسكون الراء بينهما وآخره موحدة بن الحارث (شاكي السلاح) أي تامه (بطل) أى شجاع (مجرب) بفتح الراء أى بالشجاعة وقهر الفرسان (انا الذي سمتن أمي حيدره) بفتح الحاء والدال المهملتين وسكون التحتية بينهما وهو من أسماء الاسد سمي بذلك لغلظه والحادر الغليظ القوي وكان على سمته أمه أسدا باسم أبيها يوم ولد وكان أبوه غائبا فلما قدم سماه عليا قال في الديباج وغيره وكان مرحب قد رأى في منامه ان أسدا يقتله فذكره على بذلك ليخيفه ويضعف نفسه (غابات) جمع غابة وهى عرين الاسد ويسمي غيلا بالمعجمة المكسورة ثم تحتية ساكنة (المنظره) بفتح المعجمة (أو فيهم بالصاع كيل السندره) أى أقتل الاعداء قتلا واسعا ذريعا والسندرة بالمهملتين بينهما نون مكيال واسع وقيل هي العجلة أى أقتلهم عاجلا وقيل مأخوذ من السندرة وهي شجرة قوية يعمل منها القسى والنبل (فضرب رأس مرحب) زاد البغوي فقد الحجر والمغفر وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الاضراس (وكان مرحب قبل ذلك) قد خرج يخطر بسيفه بكسر الطاء أي يرفعه مرة ويضعه أخري ويقول شعره المذكور فتقدم اليه عامر بن الاكوع عم سلمة وأخوه من الرضاعة كما قاله النووي فقال

قد علمت خيبر اني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر

بالغين المعجمة أي يركب غمرات الموت وشدائدها ويلقي نفسه فيها فاختلفا بضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له (فرجع سيف عامر عليه) فقطع أكحله وكانت فيها نفسه وكان عامر قبل ذلك وهم اثناء الطريق قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعنا من هنياتك أى أراجيزك فقال

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الاقدام ان لاقينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر لك ربك يا عامر وما استغفر رسول الله لرجل يخصه الا استشهد فقال عمر رضي الله عنه لولا أمتعتنا بعامر أي وددنا انك أخرت الدعاء بهذا الى وقت لنستمتع به مدة روي ذلك الشيخان واللفظ لمسلم في احدى رواياته (فقال الناس) سمي منهم البخارى في الادب أسيد بن حضير (حبط عمله)

<<  <  ج: ص:  >  >>