للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بريرة فقال أى بريرة هل رأيت فيها شيأ يريبك فقالت له بريرة لا والذى بعثك بالحق نبيا ان رأيت منها امرا اغمصه عليها اكثر من انها جارية حديثة السن تنام عن عجين اهلها فتأتى الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن ابى ابن سلول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر من يعذرنى من رجل بلغني أذاه فى اهل بيتى فو الله ما علمت في اهلى الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلى الا معي قالت فقام سعد بن معاذ احد بني عبد الاشهل فقال يا رسول الله انا والله أعذرك منه ان كان من الاوس ضربنا عنقه وان كان من اخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه امرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه شافع فقالت لا إذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس الا تعجب من حب مغيث بريرة وبغضها له والعباس انما قدم المدينة بعد الفتح والملخص من هذا الاشكال ان تفسير الجارية ببريرة مدرج في الحديث من بعض الرواة ظنا منه انها هي انتهى وأجيب عن ذلك بأن بريرة كانت تلازم بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم للخدمة قبل أن تشتريها ذكره ابن السبكي وقواه ابن حجر (فقال أي بريرة الى آخره) زاد أبو عوانة ثم ضربها على زاد ابن اسحاق ضربا شديدا وفي مسلم فانتهرها بعض أصحابه يريد عليا (ان رأيت) أي ما رأيت (اغمصه) بفتح الهمزة وكسر الميم وبالصاد المهملة أى اعيبهابه (تنام عن عجين أهلها) معناه انها لا شيء فيها مما يسألون أصلا ولا فيها عيب من غيره سوى نومها عن العجين وفي مسند أبي أسامة وصحيح مسلم في رواية فقالت والله ما علمت عليها عيبا الا انها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها فانتهرها بعض أصحابه فقال أصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت سبحان الله والله ما علمت عليها الا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الاحمر (الداجن) بالمهملة والجيم الشاة التى تألف البيوت ولا تخرج الى المرعى وقيل كل ما يألف البيوت شاة أو طيرا (فاستعذر) أي طلب من يعذره منه أي ينصفه (من عبد الله بن أبى ابن سلول) بتنوين أبى ويكتب ابن سلول بالالف كما سبق (وهو على المنبر) لعله منبر كان يوضع له يقعد عليه وليس المراد منبر الخطبة لانه كان أذ ذاك لم يعمل (من يعذرني) قال في التوشيح قال الخطابى يحتمل ان يكون معناه من يقوم بعذره فيما رمى به أهلي من المكروه ومن يقوم بعذري ان انا عاقبته على سوء ما صدر منه ورجح النووي الثانى وقيل معناه من ينصرني والعذير الناصر وقيل من ينتقم لي منه (فقام سعد بن معاذ) استدل به عياض على ان غزوة المريسيع التى فيها قصة الافك كانت قبل قصة الخندق وان سعدا مات في اثر غزوة الخندق من الرمية التي اصابته قال النووى وهو صحيح وما في سيرة ابن اسحق ان المراجعة أولا وثانيا انما كانت بين اسيد بن حضير وسعد بن عبادة مبنى على تاريخه ان غزوة بني المصطلق كانت سنة ست وغزوة الخندق سنة أربع وما فيها لا يقاوم ما في الصحيح قال ابن حجر الراجح ان الخندق والمريسيع كانتا في سنة واحدة سنة خمس وكانت المريسيع قبلها في شعبان والخندق في شوال وبهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>