للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

١٦٢- واحذر من الخوض الذي قد يزري ... بفضلهم مما جرى لو تدري

١٦٣- فإنه عن اجتهاد قد صدر ... فاسلم أذل الله من لهم هجر

١٦٤- وبعدهم فالتابعون أحرى ... بالفضل ثم تابعوهم طرا

ــ

الشرح

قال المؤلف رحمه الله في تكميل الكلام على الصحابة رضي الله عنهم: (واحذر من الخوض) أحذر: فعل أمر من الحذر، وهو التخوف وعدم الإقدام، والوقوف أمام الشر والفتنة بحيث لا يتجاوزها المرء.

وقوله: (من الخوض الذي قد يزري) الخوض: الكلام اللغو الذي لا فائدة منه، ويطلق على الكلام الذي يأثم فيه الإنسان، كما في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) (الطور: ١٢) ، فالكلام الذي لا فائدة منه في الصحابة، أو الكلام الذي قد يتأثم به العبد، يجب أن يحذره وألا يتكلم فيه.

وقوله: (قد يزري بفضلهم) أي يحط من قدرهم، (مما جرى بينهم) أي مما وقع بينهم، (لو تدري) لو هذه للتمني، أي ليتك تدري.

وذلك أنه جرى من الصحابة رضي الله عنهم من الأمور التي هي في الواقع من المتشابه، لكن من المتشابه الواقع، لا من المتشابه المنزل، ووجه كونها من المتشابه أنه قد يكون فيها مدخل لكل ذي غرض سيئ، وأن الصحابة رضي الله عنهم تقاتلوا فيما بينهم وأراقوا الدماء من أجل الوصول