١٥٦- وليس في الأمة كالصحابة ... في الفضل والمعروف والإصابة
ــ
الشرح
الصحابة هم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن صحبته تحصل بالاجتماع به على الإيمان ولو لحظة واحدة ولهذا قالوا: الصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك.
أما صحبة غير الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يكون الإنسان صاحباً إلا بعد طول مدة، لكن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحبه من اجتمع به مؤمناً به ومات على ذلك حتى لو فرضنا أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به وانصرف إلى إبله وغنمه فإنه يعتبر من الصحابة، ولكن الصحابة درجات مختلفة على حسب ما سبق في هذا الفصل.
وقوله:(في الفضل والمعروف) الفضل هو الإحسان والمعروف هو العدل.
وقوله (والإصابة) يعني إصابة الحق فأقرب الناس إلى الصواب هم الصحابة رضي الله عنهم لا شك في هذا.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله هل قول الصحابي حجة أو لا؟ بمعنى هل يجوز أن نعتمد في ديننا على قول الصحابي، أو نقول لا نعتمد على قول أحدٍ إلا على قول الله ورسوله؟ فمن العلماء من قال: لا نعتمد إلا على قول الله ورسوله، وأما ما سوى ذلك فهو مجتهد يخطئ ويصيب ولا نلزم بقوله، ومن العلماء من قال: بل إن قول الصحابي حجة بشرط ألا يخالف نصاً وألا