أن النار مؤبدة دائماً وأبداً، لقول الله تبارك وتعالى في آيات ثلاث في كتابه:(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)(النساء: الآية ١٦٩)) ؛ فقال جل وعلا في سورة النساء:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً)(النساء: ١٦٨)(إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)(النساء: الآية ١٦٩) ، وتأبيد الخالد يدل على تأبيد مكان الخلود ضرورة، وإلا فكيف يكون خالداً في غير محل؟! هذا مستحيل، وقال تعالى في سورة الأحزاب (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً)(الأحزاب: ٦٤)(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً)(الأحزاب: ٦٥) ، وقال في سورة الجن:(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)(الجن: الآية ٢٣) .
وثبت في السنة أنه يؤتى يوم القيامة بالموت فيوقف في مكان بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة. يا أهل النار. فيشرئبون ويطلعون، فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقوون: نعم، هذا الموت، فيذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت (١) ، ولم يحدد.
والإجماع يكاد يكون منعقداً إلا خلافاً يسيراً عن طائفة من السلف والخلف لكنه مرجوح بل لا وزن له.
فإن قالوا: إن رحمة الله سبقت غضبه؟ قلنا لا قياس في مقابلة النص، فما دام عندنا نص من القرآن صريح بالتأبيد فلا قياس.
الوجه الثالث: هل يدخل الإنس والجن الجنة والنار أو هذا خاص بالإنس؟
الجواب: أما النار فيدخلها الجن والإنس بالنص والإجماع، قال الله تعالى:(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ)(الأعراف: الآية ١٧٩) أي خلقنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس، وقال تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ