وأدانها، مع أن سابقَيهِ لِم يفعلوا ذلك .. أما الخطأ في حقِّ المسلمين، فإنه ليس بخطأ .. لا في الحروب الصليبةِ القديمةِ التي لم يَعتذر عنها البابا السابق .. ولا في الحرب الصليبيةِ الجديدةِ التي لم يُدِنْها البابا الحاليُّ.
ربما لم يُدرِكْ بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر" اتساعَ الأصداءِ السلبية لتصريحاتِه القبيحةِ عن الإسلام ونبيِّ الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه في الوقت نفسه، كان يُدرِكُ جيدًا أن هذه الأصداءَ من الاحتجاجاتِ والمظاهراتِ والتصريحاتِ، مهما تضاعَفَت؛ فإنها لن تُرغِمَه، ولا يَصلُحُ أن تُرغِمَه؛ على الاعترافِ بالخطأ، ومِن ثَمَّ الاعتذار عنه؛ لأن ذلك يعني ببساطةٍ أنه تنازَلَ بإرادته عن صِفةٍ يتفرَّدُ بها عن بقية البشرِ الساكنين على الأرض وهي صفةً "العصمة من الخطأ"!!.
لقد صدر "قرار" مَجْمَع قساوسة الفاتيكان في عام ١٨٧٠ للميلاد بعِصمة البابا، فأضاف عقيدةً جديدةً إلى المَذهب، لم يكن يَعلمُ بها البابواتُ القُدامى منذ بدأت الكنيسةُ الكاثوليكيةُ حتى ذلك العام!.
ومنذ صَدر ذلك القرار، والعالَمُ النصرانيُّ الكاثوليكيُّ يعيشُ تحتَ ولايةٍ دينية "معصومة" برغم كلِّ الجرائم والحروبِ وأنواع الإفسادِ التي باركها البابواتُ طيلةَ هذه السنين، وبرغم ما اشتُهر من أخطاءَ وخطايا لبعضِ البابوات، كان منها عَزْلُ بعضهم، وعدمُ الاعتراف ببعضهم، وتعدُّدُ المتولِّين للبابَوية في زمنٍ واحدٍ بسبب التنافسِ على المنصب.
لقد فَلْسَفَ المُحرِّفون لدينِ النصرانية هذه العِصمةَ لبابا الكاثوليك دون بقيةِ البابوات في الطوائفِ لأخرى، مُستنِدِين إلى أن "الروح القدس" -أي