للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما سمعته ذاكرًا بلال بن أبي بردة بشيء قط، ولقد بلغني أن قومًا قالوا له: " يا أبا عون! بلال فعل كذا "، فقال: " إن الرجل يكون مظلومًا، فلا يزال يقول حتى يكون ظالمًا، وما أظن أحدًا منكم أشد على بلال مني "، قال: " وكان بلال قد ضربه بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية (١).

وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله: " التَّقيُّ مُلْجَمٌ، لا يفعل كلَّ ما يريد " (٢).

وعن عبد العزيز بن الماجشون: (قال أبو حازم لبعض أولئك الأمراء: والله لولا تبعة لساني، لأشفيت منكم اليوم صدري) (٣).

ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام وقت الغضب (٤)

ودخل عمر على أبي بكر رضي الله عنهما وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: " مه! غفر الله لك فقال أبو بكر: " إن هذا أوردني الموارد " (٥).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " (٦).

تَحَفَّظْ منْ لسانك ليس شيء ... أحقَّ بطول سجن من لسان

أما إذا أطَلقته حُرًّا، فهنالك تكون المهالك:

إن اللسان إذا حللتَ عِقَاله ... ألقاك في شنعاءَ ليس تُقالُ


(١) " السابق " (٦/ ٣٧٠).
(٢) انظر: " شعب الإيمان " للبيهقي رقم (٥٧٨٨).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (٤٢٣).
(٤) " الحلية " (٣٢٧/ ٤).
(٥) " الموطأ " (٢/ ٩٨٨).
(٦) " الزهد " للإمام أحمد (١٦٢).

<<  <   >  >>