للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العبد فى عون أخيه " (١)، وقد قال الشافعي رحمه الله: " من استُرضي فلم يَرْضَ فهو شيطان وقد أنشد المتقدمون:

قيل لي: قد أساء إليك فلان ... ومُقام الفتى على الذلِّ عارُ

قلت: قد جاءنا وأحدث عذرًا ... دية الذنب عندنا الاعتذار

فهذا الذي ذكرنا من الحث على الإبراء عن الغيبة هو الصواب) (٢) اهـ.

وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مالٌ قطُّ من صدقة، فتصدَّقوا، ولا عفا رجلٌ عن مظلمة ظُلِمها إِلا زاده الله تعالى بها عِزًا، فاعفوا يَزِدْكم الله عِزًا، ولا فتح رجل على نفسه بابَ مسألةٍ يسألُ الناسَ، إِلا فتح الله عليه بابَ فقر " (٣).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ارحموا تُرْحَموا، واغفروا يغفر الله لكم، وويل لأقماع (٤) القول، وويل للمُصِرِّين، الذين يُصِرون على ما فعلوا وهم يعلمون " (٥).

وعن جرير رضي الله عنه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لا يَرحم لا يُرحم،


(١) قطعة من حديث رواه مسلم رقم (٢٦٩٩) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) " الأذكار " ص (٢٩٧ - ٢٩٨).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغضب "، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (٣/ ٦٢).
(٤) الأقماع (جمع " قِمَع " الإناء الذي يجعل في رأس الظرف ليُملأ بالمائع، شبه استماع الذين يستمعون القول، ولا يعونه، ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئًا مما يفرغ فيها، فكأنه يمر عليها مجتازًا كما يمر الشراب في القمع) أفاده المناوي في " الفيض " (١/ ٤٧٤).
(٥) رواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (٣٨٠)، وأحمد (٢/ ١٦٥، ٢١٩)، وقال المنذري في " الترغيب ": (رواه أحمد بإسناد جيد) اهـ. (٣/ ١٥٥)، وكلذلك قال العراقي كما نقله عنه المناوي في " الفيض " (١/ ٤٧٥).

<<  <   >  >>