للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انتقل المؤلف - رحمه الله - إلى كيفية الذبح.

- فقال - رحمه الله -:

والسنة: نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى.

الدليل على هذا:

- ما ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه رأى رجلاً أناخ بدنته لينحرها فقال: (أقمها قياماً معقودة أو مربوطة سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -).

وأما الدليل على ربط اليد اليمنى وأن تقف على ثلاث:

- فما في سنن أبي داؤد أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يربطون القائمة اليسرى وحملها الفقهاء على اليد.

فالسنة إقامة البدنة على ثلاث: الرجلين واليد. والسنة أن نربط اليد اليسرى وليست اليد اليمنى.

فإن نحرها على غير هذه الصفة أجزأ إجماعاً.

* * مسألة / فإن خشي الذابح أن لا يتمكن من السيطرة عليها وهي قائمة فإن الأحسن أن يذبحها وهي جالسة لأن الضرر المتوقع منها إذا انطلقت أكبر من تحقيق السنة من ذبحها وهي قائمة.

وهذا يحصل أحياناً فينبغي إذا علم الإنسان من نفسه أنه لا يعرف الذبح أو لا يحسن الذبح قائماً أن يذبحها وهي جالسة.

- يقول - رحمه الله -:

فيطعنها بالحربة في الوهدة التي بين أصل العنق والصدر.

يعني: أن النحر يكون في أسفل العنق. في الوهدة التي بين العنق والصدر، وهذا هو الفرق بين النحر والذبح، فإن النحر يكون في أسفل العنق والذبح يكون في أعلى العنق، هذا الفرق بينهما فقط.

والحكمة من الذبح في هذا الموضع: لأن لا يعذب الذبيحة البدنة لأنه إذا ذبحها من أعلى العنق تأخر خروج الدم وتألمت الذبيحة إلى أن تموت. بخلاف إذا ذبحها من أسفل العنق فإن القلب يدفع الدم بسرعة مما يعجل في موت هذه الذبيحة.

* * مسألة / فإن نحرها من أعلى العنق. - رجل لا يعرف - وذبح البدنة في موضع قريب من الرأس فإن الذبيحة وصحيحة ومجزأة.

- لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل) فهذا أنهر الدم وذكر اسم الله فيأكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>