اللهم غفرا! أو لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حدثنا: "إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب"؟! أما الشهوة الخفية فقد عرفناها، وهي: شهوات الدنيا، من نسائها، وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ قال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل، أو يصوم لرجل، أو يتصدق لرجل، أترون أنه قد أشرك؟ قالا: نعم، والله إنه من تصدق لرجل أو صام لرجل، أو صلى لرجل فقد أشرك. فقال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد الله عز وجل إلى ما يبتغى به وجهه من ذلك العمل فيتقبل منه ما خلص، ويدع ما أشرك به؟ فقال شداد: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن جسده، وعمله، وقليله، وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني". أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، واللفظ له. وأحمد في المسند (٤/ ١٢٥ - ١٢٦) بنحوه. ورواه الطيالسي (ص ١٥٢ - ١٥٣ رقم ١١٢٠). ومن طريقه الطبراني في الكبير (٧/ ٣٣٧ - ٣٣٨ رقم ٧١٣٩). وأخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٢٩). كلاهما مختصراً، ولم يذكروا القصة. وسكت عنه الحاكم، والذهبي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص ٨ - ٩ من جزء عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب) بنحوه. =