وأما الانقطاع فيقصد به نفي ما اشترطه الحاكم لصحة الحديث وهو سماع ابن أبي مليكة من علي -رضي الله عنه-. ولم أجدهم نصوا على أن ابن أبي مليكة سمع من علي -رضي الله عنه-، أو نفوا ذلك عنه. وفي المراسيل لابن أبي حاتم (ص ١١٣ رقم ١٨٦) ذكر عن أبي زرعة أن رواية ابن أبي مليكة عن عمر، وعثمان مرسلة. وفي جامع التحصيل (ص ٢٦٠)، نقل عن الترمذي: أن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة بن عبيد الله، وطلحة -رضي الله عنه- قتل سنة (٣٦ هـ) -كما في التهذيب (٥/ ٢٠ - ٢٢) -. وابن أبي مليكة -رحمه الله- مات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل ثمان عشرة -كما في التهذيب (٥/ ٣٠٧) -. وعلي -رضي الله عنه- قتل سنة أربعين -كما في التهذيب (٧/ ٣٣٨) -. فالفرق بين وفاتيهما حوالي سبع وسبعين سنة، أو ثمان وسبعين، ومثل هذا لا يتهيأ له سماع في الغالب، إلا أن يكون ممن عُمِّر، والذهبي -رحمه الله- من الأئمة الذين لهم دراية بتواريخ الرواة، وقد نص هنا على الانقطاع في الإسناد ولم أجد له مخالفاً، وبكل حال فالحديث معلول بغير ذلك. فإن محمد بن عبد ربه بن سليمان المروزي أبو تميلة الذي قال عنه الذهبي هنا: "لا يعرف"، ذكره ابن حبان في ثقاته (٩/ ١٠٧) وقال: "يخطيء ويخالف". وفي اللسان (٥/ ٢٤٤ رقم ٨٤٦) ذكره الحافظ، وقال: "روى له البيهقي =