وعبد الله الهمداني هذا هو أبو موسى، وهو مجهول كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب (١١/ ٢٢)، ووافقه عليه ابن حجر في التقريب (١/ ٤٦٣رقم ٧٧١)، وذكره البخاري في تاريخه الكبير (٥/ ٢٢٤رقم ٧٣١) وقال: "لا يصح حديثه"، ومثله في الضعفاء الصغير له (ص ٦٨)، وذكره العقيلي في الضعفاء (٢/ ٣١٩)، ونقل عبارة البخاري السابقة. هذا بالنسبة للإِسناد وأما متن الحديث، فقد أعله الذهبي بأن والد عقبة كان قد قتل قبل فتح مكة كافراً، وهو كذلك، فإنه قتل صبراً في غزوة بدر، قتله عاصم بن ثابت، ويقال: علي بن أبي طالب./ انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٣٦٦). وقد أعل ابن عبد البر، والمنذري، وابن حجر -رحمهم الله- الحديث بعلل أخرى، فقال ابن عبد البر في الاستيعاب (١١/ ٢٢): "الحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقاً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- صبياً يوم الفتح، ويدل أيضاً على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة، فكانت هجرتها في الهدنة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أهل مكة، وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب أم كلثوم؛ ومن كان غلاماً مخلقاً يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا، وذلك واضح والحمد لله رب العالمين". اهـ. وقال المنذري في مختصر سنن أبى داود (٦/ ٩٤): "وهذا حديث مضطرب الإسناد، ولا يستقيم عن أصحاب التواريخ أن الوليد كان يوم فتح مكة صغيراً. وقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه ساعياً إلى بني المصطلق وشكته زوجته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروي أنه قدم في فداء من أسر يوم بدر". اهـ. =