٤٥١ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ نُعَيْمُ بْنُ قَعْنَبٍ الرِّيَاحِيُّ: " أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَرَأَيْتُ امْرَأَتَهُ، فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: هُوَ ذَا فِي صُفَّةٍ لَنَا، فَجَاءَ يَسُوقُ أَوْ يَقُودُ بَعِيرَيْنِ، قَاطِرًا أَحَدَهُمَا فِي عَجُزِ صَاحِبِهِ، فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قِرْبَةٌ، فَوَضَعَ الْقِرْبَتَيْنِ، فَقُلْنَا: أَبَا ذَرٍّ، مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ، وَلَا أَبْغَضُ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ، قَالَ: لِلَّهِ أَبُوكَ، وَمَا جَمَعَ هَذَا؟ قُلْتُ: إِنِّي كُنْتَ، وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكُنْتُ أَخْشَى لِقَاءَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّهُ لَا تَوْبَةَ لِي، وَكُنْتُ أَرْجُو فِي لُقِيِّكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنْ لِي تَوْبَةً وَفَرَجًا، قَالَ: أَفِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ، ثُمَّ عَاجَ رَأْسُهُ إِلَى الْمَرْأَةِ، فَأَمَرَهَا بِطَعَامٍ، فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا، فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَقَالَ: إِيهًا دَعِينَا عَنْكِ، فَإِنَّكُنَّ لَنْ تَعْدُونَ مَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُنَّ، قُلْتُ: وَمَا قَالَ لَكُمْ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: الْمَرْأَةُ ضِلَعٌ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقَوِّمَهَا تَكْسَرْهَا، وَإِنْ تَدَعها فَفِيهَا أَوَدٌ وبلغةٌ، فَجَاءَتْ بِثَرِيدَةٍ كَأَنَّهَا قَطَاةٌ، فَقَالَ: كُلْ وَلَا أَهُولَنَّكَ، فَإِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يُهَذِّبُ الرُّكُوعَ وَيُخِفُّهُ، وَرَأَيْتُهُ يَتَحَرَّى أَنْ أَشْبَعَ أَوْ أُقَارِبَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَعَلَ يَدَهُ مَعِي، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: مَنْ كُنْتَ أَخْشَى مِنَ النَّاسِ أَنْ يُكَذِّبَنِي، فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تُكَذِّبَنِي، فَقَالَ: لِلَّهِ أَبُوك: إِنْ كَذَّبْتُكَ كِذْبَةً مِنْذُ لَقِيتَنِي، فَقُلْتُ: أَلَمْ تَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ؟ ثُمَّ أَرَاكَ تَأْكُلُ، قَالَ: نَعَمْ، قَدْ صُمْتُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَوَجَبَ لِي أَجْرُهُ، وَحَلَّ لِي الطَّعَامُ مَعَكَ ".
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute