للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: حَيْدَرَةُ اسْمُ عَلِيٍّ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: كَانَتْ أُمُّهُ سَمَّتْهُ أَسَدًا بِاسْمِ أَبِيهَا، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَوْمَئِذٍ غَائِبًا، فَلَمَّا قَدِمَ، غَيَّرَ ذَلِكَ الِاسْمَ، وَأَسْمَاهُ عَلِيًّا، فَرَجَزَ عَلِيٌّ، وَذَكَرَ ذَلِكَ الِاسْمَ الْأَوَّلَ، وَكُنِيَ عَنْهُ بِالْأَسَدِ، وَفِيهِ تَفْسِيرٌ ثَالِثٌ.

حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ، يُقَالُ: غُلَامٌ حَادِرٌ، وَرُمْحٌ حَادِرٌ، وَمِنْهُ أُشْتُقَّ حَيْدَرَةُ.

وَأَنْشَدَ لِلنَّمَرِيِّ: لَهَا مُقْلَةٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ... إِلَى حَاجِبٍ غُلَّ فِيهِ الشُّفُرْ

قَالَ: حَدْرَةٌ: مُجْتَمِعَةٌ، فَكَأَنَّ عَلِيًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، كَانَ يُلَقَّبُ بِهَذَا الِاسْمِ، وَهُوَ صَغِيرٌ لِحَدَارَتِهِ وَعِظَمِ بَطْنِهِ، وَيُقَالُ: نَاقَةٌ حَدِرَةُ الْعَيْنَيْنِ: إِذَا امْتَلَأَتَا نِقْيًا فَارْتَوَتَا وَحَسُنَتَا.

قَالَ الشَّاعِرُ: أُحِبُّ صَبِيَّ السُّوءِ مِنْ حُبِّ أُمِّهِ ... وَأُبْغِضُهُ مِنْ بُغْضِهَا وَهُوَ حَادِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>