للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: الْبَقَرَةُ، وَالظَّبْيُ، إِذَا كَانَا حَيَّيْنِ، فَعُيُونُهُمَا كُلُّهَا سُودٌ، فَإِذَا مَاتَا بَدَا الْبَيَاضُ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُمَا بِالْجَزْعِ، وَفِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ بَعْدَمَا مَوَّتَا، فَانْقَلَبَتْ أَعْيُنُهُمَا.

وَقَالَ فِي قَوْلِ قَيْسِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ: حَتَّى أُشِبَّ لَهَا أُقَيدِرُ نَابِلٌ ... يُغْرِي ضَوَارِيَ خَلْفَهَا وَيَصِيدُ

فِي كُلَّ مُعْتَرَكٍ يُغَادِرُ خَلْفَهَا ... زَرْقَاءَ دَامِيَةَ الْيَدَيْنِ تَمِيدُ

ذَكَرَ ضَوَارِيَ، أُشِبَّ لَهَا: قُدِرَ لَهَا، أُقَيْدِرُ: أَيِّ مُقَارِبُ الْخَلْقِ، يَعْنِي: قَانِصًا، يُغْرِي: يُؤْسِدُ، وَالضَّوَارِي: كِلَابٌ ضَارِيَةٌ، زَرْقَاءُ: يَعْنِي بَقَرَةً وَحْشِيَّةً، قَدْ غُشِيَ عَلَيْهَا، فَانْقَلَبَتْ عَيْنَاهَا، وَظَهَرَ بَيَاضُهَا

٣٤١ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُمْ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ، مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ، وَلَا اسْتَرَاحَ قَلْبٌ مَنْ قَاسَاكُمْ، إِذَا قِيلَ لَكُمْ: انْفِرُوا إِلَى عَدِوِّكُمْ، قُلْتُمْ كَيْتَ، وَكَيْتَ، وَمَهْمَا، وَلَا أَدْرِي أَعَالِيلَ بِأَضَالِيلَ، وَسَأَلْتُمُونِي التَّأْخِيرَ دِفَاعَ ذِي الدِّينِ الْمَطُولِ، هَيْهَاتَ حِيدِي حَيَادِ، إِنَّهُ لَا يَدْفَعُ الضَّيْمُ الذَّلِيلُ، وَلَا يُدْرِكُ الْحَقَّ إِلَّا بِالْجِدِّ وَالصَّبْرِ، أَيْ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَنْصِرُونَ، أَوْ مَعَ أَيْ إِمَامَ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ، أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ لَا أَرْجُو نَصْرَكُمْ، وَلَا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ، وَالْمُغْرُورُ وَاللَّهِ مَنْ غَرْرَتْمُوهُ، وَلِمَنْ فَازَ بِكُمْ، لَقَدْ فَازَ بِالسَّهْمِ الْأَخِيبِ، أَعْقَبَنِي اللَّهُ مِنْكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ، وَأَعْقَبَكُمْ مِنِّي مَنْ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ مِنِّي، ثُمَّ نَزَلَ ".

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: نا نُعَيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ حَسَّانٍ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ هَمْدَانَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَالِبِيِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>