للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا عاتب أخاً له هجره، أنشد:

تلَجَّين حتَّى يذهبَ الهجرُ بالهوى … وحتَّى تكاد النَّفسُ عنك تطيب (١)

وإذا عوتب في خصلةٍ أو بادرٍة بدرت منه، أنشد:

ولستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمُّهُ … على شَعث أيُّ الرجالِ المهذَّبُ (٢)

وإذا قيل له: قد أسنّ فلان وكبر، أنشد:

لم ينتَقص منى المشيب قلامة … الآن حين بدا ألبُّ وأكيسُ (٣)

وإذا فسَدَ (٤) عند أخٍ له صحةُ ودَّه إياه، أنشد:

قل ما تشاء ليؤتي … وما كرهتَ لُيكرَه

فإنَّ ذلك أولي … بما تشاءُ وأشبه (٥)

وإذا مات له ولدٌ، أنشد:

كلَّ لسانيِ عن وَصفِ ما أجدُ … وذقت ثكلاً ما ذاقه أحدُ

ما عالج الحزن والحرارة في الأحش … اء من لم يمت له ولدُ

وإذا حثَّ إنسانا على الإحسان وخوّفه صروف الدّهر، أنشد:

بيننا حرمةٌ وعهد وثيقُ … وعلى بعضنا لبعضٍ حقوقُ

فاغتنمْ لذَّة الحفاظِ فما يد … ري مطيق لها متى لا يطيق


(١) اللجاجة: التمادي في الشئ وعدم الانصراف عنه، أراد تلجين في الهجر. وفعله من باب فرح وضرب. وفي الأصل: «تلحين» تحريف، صوابه في ديوان ابن الدمينة ١٢.
وقصيدة البيت فيه طويلة جدا.
(٢) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ١٤. الشعث: الفساد. واللم: الإصلاح. وكان حماد الراوية يقدم النابغة، فقيل له: بم تقدمه؟ فقال، باكتفائك بالبيت من شعره، بل بنصفه، بل بربعه، نحو:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة … وليس وراء اللّه للمرء مذهب
كل نصف يغنيك عن صاحبه. وقوله «أي الرجال المهذب»، ربع بيت يغنيك عن غيره.
(٣) أي أنا الآن أعظم لبا وأكثر كيسا وفطانة.
(٤) في الأصل: «فزد».
(٥) في الأصل: «بنا معا وأشبه».

<<  <   >  >>