بِقَتَبِهَا، يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَلَهُ ثَلَاثُ عِلَلٍ: أَحَدُهَا: اخْتِلَافُ النَّاسِ فِي صُحْبَةِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ أَمْ لَا؟ فَإِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ السِّيَرِ وَالنَّقْلِ عَلَى أَنَّ مَقْدَمَ فَيْرُوزَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ قَتْلِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ الْمُتَنَبِّيءِ بِالْيَمَنِ، وَإِذَا كَانَ فَيْرُوزُ، وَزَاذَوَيْهِ يُوَاطِآنِ عَلَى قَتْلِهِ، وَائْتَمَرَا فِيهِ فَتَوَلَّى قَتْلَهُ وَجَزَّ رَأْسَهُ فَيْرُوزُ، فَحَمَلَ رَأْسَهُ لِيَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمُسْتَفِيضُ.
وَالثَّابِتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى فِي مَرْضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَنَّ فِي يَدْيَهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَثَقُلَا عَلَيْهِ فَنَفَخَ فِيهِمَا، فَطَارَا، قَالَ: «أَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، أَحَدُهُمَا الْأَسْوَدُ وَالْآخَرُ مُسَيْلَمَةُ» ، فَتَبَيَّنَا بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُتِلَا فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ وَخِلَافَتِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute