للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعيينة بن حصن الفزارِي على العباس بن مرداس السلمي وهو حسن الإسلام جدّاً؟! وقد غار منهم العباس بن مرْدَاس حتى قال شِعْرَهُ المشهور، قاله أمام النبي صلى الله عليه وسلم لما أعطى عُيينة مئة، والأقرع مئة، وأعطى العباس بن مرداس قليلاً، قال مخاطباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم (١):

أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ ...

وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ ...

وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعُ الْيَوْمَ لَا يُرْفَعِ ...

وَقَدْ كُنْتُ فِي الحَرْبِ ذَا تُدْرأ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئاً وَلَمْ أُمْنَعِ ...

وَإِلَاّ أَبَاعِيرَ أُعْطِيتُهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ ...

وَكَانَتْ نِهَاباً تَلَافَيْتُهَا ... بِكَرِّي عَلَى المُهْرِ في الأَجْرَعِ ...

وَإِيقَاظِيَ القَوْمَ أَنْ يَرْقُدُوا ... إِذَا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ أَهْجَعِ

إلى آخر شعره. قالوا: لو كانت الغنيمة للغانمين لما فضل الأقرع وعيينة على العباس بن مرداس وهو أحسن منهما إسلاماً، ولما


(١) جاءت هذه الأبيات في روايات متعددة على تفاوت بينها في بعض الألفاظ مع زيادة في بعض الأبيات، ففي صحيح مسلم (١٠٦٠) وغيره الاقتصار على الأبيات الثلاثة الأولى، وبعضهم يزيد رابعاً، وأكثر ما وقفت عليه سبعة أبيات وهي عند ابن هشام في السيرة، وفي سُبل الهدى والرشاد (٥/ ٣٩٩) هكذا:
كانَتْ نِهاباً تلَافَيْتُهَا ... بِكَرِّي عَلى المُهْرِ في الأَجْرَعِ ...
وَإيْقَاظِيَ الْقَوْمَ أَنْ يَرْقُدُوا ... إِذا أهجَعَ النّاسُ لَم أَهجَعِ ...
فَأصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ العُبَيْـ ... دِ بيْنَ عُيَيْنَة وَالأَقْرَعِ ...
وَقَدْ كُنْتُ فِي الحَرْبِ ذَا تُدْرَأ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئاً وَلَمْ أُمْنَعِ ...
وإلَاّ أَفَائِلَ أعْطيتهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمها الأَرْبَعِ ...
وَما كَانَ حِصْنٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْداسَ فِي المَجْمَعِ ...
وَمَا كنْتُ دونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ اليوْمَ لَا يُرْفَعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>