المتكلمون جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها، وكل منهما حق، وهذا لائق بموصوفه، وهذا لائق بموصوفه، وبينهما من الفرق كما بينّا.
ومن أكبر ذلك: الصفات التي يسمونها: (الصفات الجامعة) التي تدل على العظمة واستلزامها لجميع الصفات، كالكِبَر، والعِظَم، والعلو، والملك، وما جرى مجرى ذلك، فقد وصف (جل وعلا) نفسه بأنه عَلِيٌّ عظيم قال: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[البقرة: آية ٢٥٥] ووصف بعض خلقه بالعلو فقال: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)} [مريم: آية ٥٧]{وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}[مريم: آية ٥٥] ووصف بعض خلقه بالعِظَم فقال: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء: آية ٦٣]{إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا}[الإسراء: آية ٤٠].
وصف نفسه بالمُلك فقال:{يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ}[الجمعة: آية ١]{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}[الحشر: آية ٢٣] وقد وصف [بعض خلقه](١) بالملك {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}[يوسف: آية ٥٤]{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء}[آل عمران: آية ٢٦] إلى غير ذلك من الآيات.
ووصف (جل وعلا) نفسه بالكِبَر فقال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء: آية ٣٤]{الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}[الرعد: آية ١٠] ووصف بعض خلقه بالكِبَر فقال: {لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}[الحديد: آية ٧]{إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}[الإسراء: آية ٣١] ونحو ذلك من الآيات.