للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إشفاقًا، كما بَيَّنَّاهُ في قوله: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: آية ٨٥].

وَاعْلَمُوا أن ما قَالَهُ بعضُ المفسرين من أن الكثرةَ لا تستلزمُ العزةَ!! وأن الأقلِّين ربما كانوا أَعَزَّ من الأكثرين!! ويستدلونَ على هذا بشعرٍ للسموألِ بنِ عاديا ( ... ) (١) في قولِه (٢):

تُعَيِّرُنَا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنَا ... فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الْكِرَامَ قَلِيلُ

وَمَا ضَرَّنَا أَنَّا قَلِيلٌ وَجَارُنَا ... عَزِيزٌ وَجَارُ الأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ

وهذا لا حجةَ فيه؛ لأَنَّ هذا الشاهدَ [من قولِ] (٣) بعضِ الشعراءِ [الذين لا عبرةَ بقولهم] (٤) والله يقولُ فيهم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا} [الشعراء: الآيات ٢٢٥ - ٢٢٧] ولا شَكَّ أن الكثرةَ هي مظنةُ العزةِ والقوةِ، ونعمةٌ تستحقُّ الشكرَ، وهو الصحيحُ؛ ولذا قال الأعشى ميمونُ بنُ قيسٍ في مناظرةِ علقمةَ بنِ علاثةَ وعامرِ بنِ الطفيلِ (٥):

عَلْقَمَ، لَا لَسْتَ إِلَى عَامِرٍ ... النَّاقِضِ الأَوْتَارَ وَالوَاتِرِ


(١) في هذا الموضع كلام غير واضح. والكلام مستقيم بدونه.
(٢) البيتان في البحر المحيط (٤/ ٣٤٠)، الأمالي (١/ ٢٦٩)، العقد الفريد (١/ ٢٠٨)، وبينهما بيت آخر، وهو قوله:
وما قلَّ من كانت بقاياهُ مثْلُنَا ... شبابٌ تسامَى للعُلَا وكُهولُ
(٣) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.
(٤) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.
(٥) ديوان الأعشى ص٩٢، ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>