والذي عليه المحققون من أهل العلم في تفسيرها هو ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن طاووس قال: عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه سئل عن قوله [إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: عجلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة (١).
فيصر المعنى: إلا أن تودوني في قرابتي التي بيني وبينكم، فتكفوا عني أذاكم، وتمنعوني من أذى الناس، كما تمنعون كل من بينكم وبين مثل قرابتي منكم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم له في كل بطن من قريش رحم، فهذا الذي سألهم ليس بأجر على التبليغ، لأنه مبذول لكل أحد؛ لأن كل أحد يود أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس.
والذي ذهب إليه سعيد بن جبير، هو ما حكاه عنه البخاري وهو قوله: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك: أن تودوني في قرابتي، أي تحسنوا إليهم وتبروهم.
قال الإمام ابن كثير: والحق تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما رواه عنه البخاري، ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى (إلا المودة في القربى) (٤٨١٨)