للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقول القائف في كتاب الزاد (١)

والشاهد من إيراد الحديث: هو سرور النبي صلى الله عليه وسلم وسببه: أن العرب كانت تقدح في نسب أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسوءه منهم، لكونه أسود شديد السواد، وكان زيد أبوه أبيض من القطن، فلما قضى هذا القائف بإلحاق هذا النسب، سرّ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ لكونه كافاً لهم عن الطعن فيه؛ لاعتقادهم ذلك، أي أنّهم كانوا في الجاهلية يعتمدون قول القائف (٢)

قال الحافظ ابن حجر: وقد أخرج عبد الرزاق من طريق ابن سيرين: أن أم أسامة، وهي أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت سوداء، فلهذا جاء أسامة أسود، وقد تزوجت قبل زيد عبيد الحبيشي فولدت له أيمن فكنت به، واشتهرت بذلك.

قال عياض: لو صح أن أم أيمن كانت سوداء لم ينكروا سواد ابنها أسامة؛ لأن السوداء قد تلد الأبيض والأسود. قلت - الحافظ -: يحتمل أنّها كانت صافية فجاء أسامة شديد السواد، فوقع الإنكار لذلك (٣).

قال الإمام الذهبي: كانت من المهاجرات الأول، اسمها بركة، وقد


(١) ابن القيم: زاد المعاد: ٥/ ٤١٨ - ٤٢٣، ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ٥٧،ابن الملقن: الإعلام: ٨/ ٤٨٢.
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ٥٨، الفاكهي: رياض الأفهام: ٥/ ١٧٥، النووي: شرح مسلم: ١٠/ ٢٩٤.
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ٥٨.

<<  <   >  >>