للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدفع عنه من النبي صلى الله عليه وسلم أسبق، ولذا جاء في رواية: كان بين خالد وابن عوف شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوا لي أصحابي أو أصيحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً لم يدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه).

وعن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خالد لا تؤذ رجلاً من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهباً لم تدرك عمله، فقال: يقعون فيّ فأرد عليهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تؤذوا خالداً، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار) (١)

والخطاب في الحديث للجماعة فقال: (لا تسبوا أصحابي .. ) ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحديث لا يدل على أن المخاطب خالد، ولا يبعد أن يكون الخطاب لغير الصحابة، ويدخل فيه خالد، لأنه ممن سب (٢)

قال الحافظ ابن حجر معقباً: وغفل من قال: إن الخطاب بذلك لغير (من) الصحابة، وإنما المراد من سيوجد من المسلمين المفروضين في العقل تنزيلاً لمن سيوجد، منزلة الموجود للقطع بوقوعه، ووجه التعقب عليه: وقوع التصريح في نفس الخبر بأن المخاطب بذلك خالد بن الوليد، وهو من الصحابة الموجودين إذ ذاك بالاتفاق.

وقال: ومع ذلك فنهي بعض من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وخاطبه بذلك عن


(١) انظر: ابن كثير: البداية والنهاية: ٧٧/ ١٥٤، ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ١٢٧، العيني: عمدة القاري: ١١/ ٤٠٦
(٢) العيني: مرجع سابق: ١١/ ٤٠٦

<<  <   >  >>