للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتأتي فكرة الجوهر الفرد في مقابل ما ذهب إليه النظام (١) من القول بإمكان تجزؤ الأجسام إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى تقرير القول بقدم العالم (٢) .

فعلى مذهب المتكلمين أن الله أزلي قديم، وأن العالم مكون من جواهر وأعراض حادثة، وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، ولا بد لهذه الجواهر والأعراض من محدث، وهو الله، والله يخلق هذه الأجزاء، ثم تفنى، ويعيد خلقها ... (٣) .

والجوهر الفرد هو المتحيز الذي لا ينقسم، والجزء الذي لا يتجزأ (٤) .


(١) النظام: إبراهيم بن سيار بن هاني البصري، أبو إسحاق النظام، من أئمة المعتزلة، وانفرد بآراء خاصة تبعه فيها جماعة أطلق عليهم (النظامية) ، ت سنة ٢٣١هـ.
انظر في ترجمته: لسان الميزان لابن حجر ١/٦٧، الفهرست لابن النديم الملحق ص٢، المنية والأمل للقاضي عبد الجبار ص٥٩.
(٢) انظر: قراءة في علم الكلام للجزيري ص٣٦ - ٤١.
(٣) انظر: نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام للنشار ١/٤٧٦.
(٤) انظر: في تعريف الجوهر الفرد: المعجم الفلسفي إعداد مجمع اللغة ص٨٨ مادة (ذرة) ، المعجم الفلسفي لجميل صليبا ١/٤٠٠ مادة (جزء) ، ١/٤٢٤ - ٤٢٧ مادة (الجوهر) ، ١/٥٨٨ مادة (الذرة) .
وأما تعريف الجوهر المقابل للعرض عند المتكلمين والتفصيل فيه، فهذا كثير عند المتكلمين، وفي كتب التعريفات المنطقية، انظر على سبيل المثال: إثبات الجوهر الفرد للشهرستاني ملحق نهاية الإقدام ص٥٠٥ - ٥١٤، الأربعين في أصول الدين للرازي ٢/٣ - ١٨، والمباحث المشرقية له ١/٢٤٠ - ٢٥١، المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين للآمدي (ضمن الفيلسوف الآمدي دراسة وتحقيق للأعسم ص١٠٩ - ١١١) ، وانظر: حاشية تحقيق (المباحث المشرقية للرازي) للبغدادي ١/٢٤٠- ٢٤٢، فقد= = فصل وذكر مراجع كثيرة، وانظر: فكرة الجوهر في الفكر الفلسفي الإسلامي لسامي لطف، التصور الذري في الفكر الفلسفي الإسلامي لمنى أبو زيد.

<<  <   >  >>