للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال رحمه الله: (والكرامية وأمثالهم هم - أيضاً - من القائلين بالقدر، المثبتين لخلافة الخلفاء، والمفضلين لأبي بكر (١) ، وعمر (٢) ، وعثمان) (٣) .

وأثبتوا بعض الصفات: كالعلو، والنزول، والرؤية، والاستواء، والعلم، والكلام، وأثبتوا اليد والوجه لله عزّ وجل، إلا أن في إثباتهم لبعضها شيئاً من القصور والخلل - كما سأبين بعضه بعد قليل -.

ويبين رحمه الله أن ما يحمدون عليه أحد أمرين:

إما موافقة أهل السنة.

وإما الرد على المبتدعة.

فقال: (وكذلك متكلمة أهل الإثبات، مثل الكلابية، والكرامية، والأشعرية، إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة، بما أثبتوه من أصول الإيمان، من إثبات الصانع وصفاته، وإثبات النبوة، والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب، وبيان تناقض حججهم، وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية، من أنواع المقالات التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة، فحسناتهم نوعان: إما موافقة أهل السنة والحديث، وإما الرد على من خالف السنة والحديث بيان تناقض حججهم) (٤) .


(١) عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله، سبق إلى الإيمان بالرسول صلّى الله عليه وسلّم واستمر معه طول إقامته بمكة ورافقه في الهجرة وفي المشاهد كلها إلى أن مات، وكانت معه الراية يوم تبوك، وحج في الناس في حياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم سنة تسع، ت سنة ١٣هـ.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر ٢/٢٤٣، الإصابة لابن حجر ٢/٣٤١.
(٢) عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين كانت إليه السفارة في الجاهلية، وكان عند البعثة شديداً على المسلمين، ثم أسلم فكان إسلامه فتحاً على المسلمين، بويع بعد أبي بكر فسار بالناس أحسن سيرة، ت سنة ٢٣هـ.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر ٢/٤٥٨، الإصابة لابن حجر ٢/٥١٨.
(٣) منهاج السنة النبوية ١/١٤٤.
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٤/١٢، وانظر: ص١٥٦.

<<  <   >  >>