ولد في سروم قرب أنطاكية، وتلقى دراسته في القسطنطينية.
عين أسقفاً (*) على البترون على الساحل الشمالي من لبنان.
أظهر معتقد الموارنة سنة ٦٦٧م الذي يقول بأن في المسيح (*) طبيعتين ولكن له مشيئة واحدة لالتقاء الطبيعتين في أقنوم (*) واحد.
لم تقبل الكنائس (*) النصرانية (*) هذا الرأي، فدعوا إلى مجمع القسطنطينية الثالث الذي عقد سنة ٦٨٠م وقد حضره ٢٨٦ أسقفاً وقرروا فيه رفض هذه العقيدة وحرمان أصحابها ولعنهم وطردهم وتكفير (*) كل من يذهب مذهبهم (*) .
يعد يوحنا مارون أول بطريرك (*) لطائفة الموارنة وبه يبدأ عهد البطاركة المارونيين.
تصدى بجيش من الموارنة لجيش قاده يوستغيان الثاني الذي أراد هدم معابدهم واستئصالهم إلا أن الموارنة هزموه في أميون مما أظهر أمرهم كأمة جبلية ذات شخصية مستقلة.
لقد تحايلت كنيسة روما بعد ذلك عليهم في سبيل تقريبهم منها حيث قام البطريرك الماروني أرميا العمشيتي بزيارة لروما حوالي سنة ١١١٣م وعند عودته أدخل بعض التعديلات في خدمة القداس وطقوس العبادة وسيامة الكهنة (*) .
ولقد زاد التقارب بينهما حتى بلغ في عام ١١٨٢م إعلان طاعتهم للكنيسة (*) البابوية، أما في عام ١٧٣٦م فقد بلغ التقارب حد الاتحاد الكامل معها فأصبحت الكنيسة المارونية بذلك من الكنائس الأثيرة لدى باباوات (*) روما.
لقد كان لهم دور بارز في خدمة الصليبيين من خلال تقديمهم أدلاء لإرشاد الحملة الصليبية الأولى إلى الطرق والمعابر، وكذلك إرسالهم فرقة من النشابة المتطوعة إلى مملكة بيت المقدس.
لقد بلغ رجالهم القادرون على القتال ٤٠.٠٠٠ على ما ذكر مؤرخو الحروب الصليبية.
احتل الموارنة في الممالك التي شيدّها الصليبيون المرتبة الأولى بين الطوائف النصرانية متمتعين بالحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الفرنجة كحق ملكية الأرض في مملكة بيت المقدس.
لويس التاسع كان أول صديق فرنسي لهم، إذ تقدم إليه عندما نزل إلى البر في عكا وفدٌ مؤلف من خمسة عشر ألف ماروني ومعهم المؤن والهدايا، وقد سلمهم بهذه المناسبة رسالة مؤرخة في ٢١/٥/١٢٥٠م فيها تصريح بأن فرنسا تتعهد بحمايتهم فقد جاء فيها: "ونحن