قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن قال له حين قدم المدينة في الهجرة ونقل رحله إلى دار أبي أيوب: أين تحل؟ فقال:"إن الرجل" وذكره، رواه البيهقي في الدلائل عن ابن الزبير، قال ابن الغرس: قلت: هو حديث وارد على سبب, وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم إلى المدينة الشريفة تلقاه الأنصار -رضي الله عنهم- وطلب كل بطن من بطونهم أن يكون عندهم وتعرضوا لناقته ليأخذوا بزمامها, فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقول:"دعوها, فإنها مأمورة" , فلما وصلت إلى قريب من حجرته الشريفة بركت وسمي ذلك المكان مبرك الناقة, فتبادروا إليها فقال:"دعوها فإنها مأمورة" ثم قامت من مبركها وجاءت إلى موضع قبره الشريف فبركت وألقت جرانها, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هنا المنزل إن شاء الله تعالى" , ثم نزل هناك فبادر أبو طلحة -رضي الله عنه- وأخذ رحل النبي -صلى الله عليه وسلم- وذهب به إلى منزله فقيل له: أين تنزل يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل مع رحله" فذكره، والقصة فيها طول وهذا محصل المقصود منها.
١٣٦٢- "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" , قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال:"جهاد القلب".
قال الحافظ ابن حجر في تسديد القوس: هو مشهور على الألسنة وهو من كلام إبراهيم بن عيلة، انتهى. وأقول: الحديث في الإحياء, قال العراقي: رواه بسند ضعيف عن جابر, ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر بلفظ: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزاة, فقال عليه الصلاة والسلام:"قدمتم خير مقدم, وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" , قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال:"مجاهدة العبد هواه"، انتهى. والمشهور على الألسنة: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر, دون باقيه ففيه اقتصار، انتهى.
١٣٦٣- "ربي وربك الله".
رواه ابن أبي شيبة عن النخعي قال: كانوا يستحبون أو يعجبهم إذا رأى الرجل الهلال أن يقوله.