للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٥٣- "الربا سبعون حوبًا, أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه" ١.

رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، وله عن ابن مسعود: "الربا ثلاثة وسبعون بابًا"، زاد فيه الحاكم: "أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه, وأن أربى الربا عرض الرجل المسلم"، ورواه الطبراني عن البراء بلفظ: "الربا اثنان وسبعون بابًا, أدناها مثل إتيان الرجل أمه, وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه"، تنبيه: حوبًا بفتح الحاء المهملة فواو ساكنة فموحدة، قال المناوي: بفتح الحاء وتضم أي: ضربًا من الإثم، والحوب: الإثم، فقوله الربا أي: إثم الربا, قال الطيبي: ولا بد من هذا التقدير ليطابق قوله: "أيسرها أن ينكح الرجل أمه" , انتهى. ولعل حوبًا بمعنى بابًا، كما في الرواية الأخرى فتأمل.

١٣٥٤- "الربا وإن كثُر فإن عاقبته تصير إلى قُلٍّ" ٢.

رواه الحاكم عن ابن مسعود، وفي كتاب الله عز وجل: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا} {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} .

وروى ابن ماجه عن ابن مسعود: ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى أقل، تنبيه: قل بضم القاف وتشديد اللام من غير تاء، وهو بمعنى ما فيه التاء، قال المناوي: قل بالضم: القلة كالذل والذلة، أي: أنه وإن كان زيادة في المال عاجلًا يئول إلى نقص ومحق آجلًا, بما يفتح على المربي من المغارم والمهالك.

١٣٥٥- ربط الخيط بالأصبع ليذكر الحاجة٣.

رواه أبو يعلى عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في إصبعه خيطًا ليذكرها, وفي سنده سالم بن عبد الأعلى, رماه ابن حبان بالوضع, واتهمه أبو حاتم بهذا الحديث قال: هذا الحديث باطل، وروى ابن شاهين في الناسخ له النهي عنه ثم قال: وجميع أسانيده منكرة ولا أعلم شيئًا منها صحيحًا، ولابن عدي بسند ضعيف عن واثلة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد حاجة أوثق في خاتمه خيطًا، وللدارقطني في الأفراد عن رافع بن خديج قال: رأيت في يد النبي -عليه


١ صحيح: رقم "٣٥٤١"، وليس فيه "مثل".
٢ صحيح: رقم "٣٥٤٢".
٣ في إسناده سالم بن عبد الأعلى، رواه ابن حبان بالوضع، بل اتهمه أبو حاتم بهذا الحديث، كما في التمييز "٦٤٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>