٢ كلام المصنف "وفيه أنه لم يشاهدها تبول في المسجد" لا يستقيم مع كلام ابن عمر نفسه حيث قال: إنه كان يبيت في المسجد، وفسر ذلك بأنه كان فتًى عزبًا، أي لا زوجة يضطر للرجوع إليها ليلًا. فهل يتصور من صحابي جليل أن يبيت في المسجد، ثم يروي تصريحًا أن الكلاب كانت تبول في المسجد دون أن يتحقق من ذلك أو يراه؟ ليس ذلك دأب أجلة الصحابة -رضي الله عنهم- والذين عنهم يؤخذ الورع والتثبت في القول، بل هو دأب الفاسقين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} "سورة الحجرات ٤٩، الآية: ٦". ولو سلكنا هذا النحو مع أقوال الصحابة المماثلة, لرفضنا المئات بل الآلاف من الأحاديث. وهذا نص رواية الترمذي من كتاب الطهارة، باب: "في طهور الأرض إذا يبست" "٣٨٢": حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال ابن عمر: =