للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستقيم إلى صاحبه فقال له: يا رسول الله كنت أحق بالمستقيم, فقال: "ما من صاحب يصحب صاحبًا ولو ساعة من نهار, إلا سئل عن صحبته: هل أقام منها حق الله تعالى, أم أضاعه؟ " انتهى.

وأقول: المشهور على الألسنة الآن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل عن صحبة ساعة.

٦٩٠- إن الله غيور يحب الغيور, وإن عمر غيور١.

رواه رسته٢ في كتاب الإيمان عن عبد الرحمن بن رافع مرسلًا، وعند الشيخين عن أبي هريرة: "إن الله تعالى يغار, وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله" زاد مسلم: "والمؤمن يغار" وعندهما عن المغيرة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح٣ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه, والله أغير مني, ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن, ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ ومن أجل ذلك بعث المنذرين, ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ ومن أجل ذلك وعد الجنة".

وفي الباب عن ابن مسعود وعائشة وغيرهما، ورواه الشيخان وابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ: "بَيْنَا أنا نائم ثم رأيتُني في الجنة, فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جانب قصر, قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب, فذكرت غيرته فوليت مدبرًا" , فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!.

ورواه أيضا الشيخان عن جابر بن عبد الله بلفظ: "رأيتني في الجنة فإذا أنا بالوميصاء امرأة أبي طلحة, وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا بلال ورأيت قصرًا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب, فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك" , فقال: بأبي وأمي يا رسول الله, أعليك أغار؟! وروى أبو داود والترمذي وابن حبان عن جابر بن عتيك: "إن من الغيرة ما يحبه الله, ومنها ما يبغضه الله؛ فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة" الحديث.


١ ضعيف، انظر ضعيف الجامع "ح١٦١٨".
٢ رسته: هو عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهرى روى عنه ابن ماجه، انظر تهذيب الكمال ٢٩٦/ ١٧.
٣ يقال: أصفحه بالسيف: إذا ضربه بعرضه دون حده, فهو مصفح. كما في النهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>