للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥٩- أفضل العبادات-وفي رواية بالإفراد- أحمزها.

قال في الدرر تبعًا للزركشي: لا يعرف، وقال ابن القيم في شرح المنازل: لا أصل له، وقال المزي: هو من غرائب الأحاديث ولم يرو في شيء من الكتب الستة، وقال القاري في الموضوعات الكبرى: معناه صحيح لما في الصحيحين عن عائشة: الأجر على قدر التعب, انتهى. وذكر في اللآلئ عقبه: أن مسلمًا روى في صحيحه قول عائشة: إنما أجرك على قدر نصبك، وهو في نهاية ابن الأثير مروي عن ابن عباس بلفظ: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: أحمزها -وهو بالحاء المهملة والزاي-: أقواها وأشدها،

وفي الفردوس عن عثمان بن عفان مرفوعًا: أفضل العبادة أخفها، وجمع بينهما على تقدير ثبوتها بأن القوة والشدة بالنظر لتمكن شروط الصحة ونحوها فيها, والخفة بالنظر لعدم الإكثار بحيث تمل، ولكن الظاهر أن لفظ الثاني العيادة بالتحتية لا بالموحدة، ويروى عن جابر مرفوعًا: أفضل العيادة أجرًا سرعة القيام من عند المريض، وفي فضائل العباس لابن المظفر من حديث هود بن عطاء أنه قال: سمعت طاوسًا يقول: أفضل العيادة ما خف منها، وروى الدينوري عن أبي هلال أنه قال: عاد قوم بكر بن عبد الله المزني فأطالوا الجلوس فقال لهم بكر: إن المريض ليعاد والصحيح يزار, يعني: والعيادة تخفف.

٤٦٠- "أفضل الكلام: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر" ١.

رواه أحمد عن رجل، ورواه ابن أبي شيبة وابن حبان عن سمرة بن جندب بلفظ: "أفضل الكلام أربع لا يبالي بأيهن بدأت: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وفي معناه ما أخرجه الحكيم الترمذي عن معاذ مرفوعًا: ألا أخبركم عن وصية نوح لابنه حين حضره الموت؟ قال: إني واهب لك أربع كلمات هن قيام السماوات والأرض, وهن أول كلمات دخولًا على الله, وآخر كلمات خروجًا من عنده، فاعمل بهن واستمسك حتى يلقاك، وهي أن تقول: سبحان الله وبحمده, ولا إله إلا الله, والله أكبر, والذي نفس نوح بيده لو أن السماوات والأرضين وما فيهن وزن بها لوزنتهن، قال الحكيم: فنعم الواهب ونعم الموهوب ونعمت المواهب.


١ صحيح: رقم "١١٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>