للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفردوس للحافظ ابن حجر، ولفظه: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة" وهي الزنادقة، أسنده عن أنس، قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس بلفظ: "أهداها فرقة الجماعة"، انتهى، فلينظر مع المشهور، ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ولو مآلًا فتأمل. وفي الباب عن معاوية وأبي الدرداء وابن عمرو وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وواثلة وأبي أمامة، ورواه الترمذي عن١ بلفظ: "ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة"، قيل: ومن هم؟ قال: "الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي"، ورواه ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة, والنصارى مثل ذلك, وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفيه أيضا بسنده إلى عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان فيهم من أمتي أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي"، قال الترمذي: حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وفيه أيضا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، يهلك إحدى وسبعون ويخلص فرقة"، قالوا: يا رسول الله ما تلك الفرقة؟ قال: "فرقة الجماعة"، وقال فيه أيضا: فإن قيل: وهل هذه الفرقة معروفة؟ فالجواب: إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق, وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق, وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها، قال: وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية, والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية، وقد قال بعض أهل العلم: أصل الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين فرقة انتهى، ثم فصلها وعرف كل فرقة منها فيه، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه والملل والنحل مبسوطًا في رحلتنا المسماة بالبسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام, فراجعها.


١ بياض في النسخ. وقد رواه الترمذي في كتاب الإيمان عن أبي هريرة وابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>