للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالشدائد التي حلت بالامة المحمدية منذ عهد النبوة وحتى اليوم كفيلة بان تفهم معنى الحديث فمعركة احد، وحنين، ... والفتن العظمى كمقتل عمر أو عثمان أو علي -رضي الله عنهم اجمعين- أو فتنة الجمل أو فتنة صفين أو وقعة الحرة أو كربلاء، أو سقوط الخلافة الاسلامية أو سقوط بيت المقدس بيد الصليبين ثم الصهاينة، وما تلاقيه الأمة الاسلامية في كل انحاء الارض حتى ما بقي في جسد الأمة الاسلامية موضوع إلا وهو ينزف من طعنة غادرة أو مؤامرة دنيئة -كلها- امثلة على الفتن والقتل والزلازل.

وعن علي - رضي الله عنه - قال: ((ألا أخبركم بافضل (١) اية في كتاب الله عز وجل وحدثنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير" (٢) وسافسرها لك يا علي: ما اصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم -والله تعالى- احلم من ان يثني عليه العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله تعالى اكرم من ان يعود بعد عفوه)) (٣)

وأخرج إبن كثير في تفسيره من طرق عدة عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - انه قال: ((كيف الفلاح بعد هذه الآية:"ليس بامانيكم ولا اماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزيه" (٤) فكل سوء عملناه جزينا به فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((غفر الله لك يا ابا بكر الست تمرض، الست تنصب، الست تحزن الست تصيبك اللاواء؟ قال بلى. قال فهو مما تجزون به)) (٥).

وعنه - رضي الله عنه - مرفوعاً ((من يعمل سوءاً يجز به في الدنيا)) (٦).وعن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله تعالى بالحزن ليكفرها)) (٧).


(١) هذه اللفظة من تصرف الراوي-والله اعلم-.
(٢) الشورى / ٣٠.
(٣) الحديث له طرق بعضها مرفوعة وعلتها على مدارها"أبي سخيلة":مجهول انظر التقريب ٨١١٥ والخلاصة، الخزرجي ص٤٥٠ وأخرجه أحمد في المسند ١/ ٨٥ والموقوف اصح -والله اعلم-. وانظر تفسير القرآن العظيم، إبن كثير٤/ ١١٨.
(٤) النساء/١٢٣.
(٥) طرق الحديث كلها ضعيفة، قد يقوي بعضها البعض، أخرجه أحمد في المسند. انظر المسند الجامع٩/ (٧١٣٨) وانظر تفسير القرأن العظيم ١/ ٥٢٨.
(٦) صحيح أخرجه أحمد في المسند ١/ ٦، والبزار٢١ والطبري في تفسيره٥/ ٢٩٤.
(٧) أخرجه أحمد في المسند٦/ ١٥٧، وانظر التفسير القرأن العظيم ٤/ ١١٨.

<<  <   >  >>